0

Your Cart

No products in the cart.

تهدف عملية الري إلى تعويض كمية الماء التي يفقدها كل من النبات والتربة.  ويحدث فقدان الماء من خلال عملية التبخر من سطح التربة إلى الجو، ومن خلال عملية النتح، أي فقدان النبات للماء من الثغور التي على سطح الأوراق.

وما يحدد احتياج النباتات للماء عاملان:  الأول نباتي والثاني مناخي؛ وبالتالي يؤثر هذان العاملان على كيفية استعمال الماء.

العوامل المقررة للاحتياجات المائية

يعد نوع النبات من أهم العوامل النباتية التي تؤثر على استعمال الماء؛ ذلك أن النباتات تختلف في احتياجاتها المائية تبعا لنوعها، إذ إن كمية الماء اللازمة لري البندورة تختلف عن الكمية اللازمة لري الملوخية مثلا.

كما أن عمق جذور النبات يعتبر من العوامل التي تحدد مدى حاجة النبات للماء، علما بأن التربة الجيدة تسمح للجذور بالنمو الكبير في أعماق التربة.  وكلما ازداد عمق الجذور بداخل التربة، احتاج النبات لكمية أقل من الماء. 

أما العوامل المناخية التي تؤثر على كميات الماء التي تحتاجها النباتات المختلفة فتتلخص بالعوامل الأربعة التالية:

أولا:  درجة الحرارة:  إذ كلما ارتفعت درجة الحرارة ازداد فقدان النبات للماء.

ثانيا:  أشعة الشمس:  حيث إن تعرض النبات لأشعة الشمس الساطعة يزيد من فقدان الماء من خلال عمليتي التبخر والنتح.

ثالثا:  الرطوبة:  وذلك أن النباتات المزروعة في بيئة رطبة تحتاج إلى ماء أقل من تلك المزروعة في بيئة جافة أو شبه جافة.

رابعا:  الرياح:  وبشكل عام، كلما ازدادت سرعة الرياح ازداد احتياج النبات للماء.

إذن، تختلف النباتات المختلفة في احتياجاتها للماء.  فالأشجار تحتاج إلى كميات من الماء تختلف عنها في الخضروات.  كما أن أنواع الأشجار المختلفة تحتاج إلى كميات مختلفة من الماء.  الحمضيات، على سبيل المثال، تحتاج إلى كميات مياه أكبر من احتياج اللوزيات أو التفاحيات المروية، علاوة عن أن عدد مرات ري الأشجار يختلف من نوع لآخر، فبعض الأشجار يحتاج إلى ري أسبوعي، وبعضها الآخر يحتاج إلى ري كل أسبوعين. 

يضاف إلى ذلك، أن طبيعة التربة تعتبر من العوامل الحاسمة في تحديد كميات المياه اللازمة للنباتات؛ إذ إن  الفترات الفاصلة بين الريات تكون أكبر في حالة التربة الطينية، لأن قدرة الأخيرة على الاحتفاظ بالماء تكون أكبر من قدرة التربة الرملية التي تحتاج بالتالي، إلى عدد ريات أكبر وبفارق زمني أقل. 

وبالإضافة لنوع النبات، فإن لعمره وحجمه أيضا تأثيرا كبيرا في كميات المياه اللازمة له؛ إذ عندما تكون النباتات بشكل عام والأشجار بشكل خاص، في بداية عمرها، فإن كميات المياه التي تحتاجها تكون أقل من تلك التي تتطلبها الأشجار الكبيرة.

أوقات الري والتقنيات

يعتبر الصباح الباكر أفضل وقت للري؛ وذلك لأن الرياح تكون ساكنة والفاقد بالتبخر يكون قليلا وضغط الماء يكون عاليا، فضلا عن أن النبات لا يبقى رطبا لفترة طويلة، لأن أشعة الشمس سرعان ما تجففه، وبالتالي تقل إصابة النبات بالأمراض وبخاصة الفطرية منها.

كما أن ساعات المساء الأولى تعتبر مناسبة للري، علما بأن البعض يعتقد بأن الري المسائي يشجع إصابة النبات بالأمراض، بسبب بقاء الأوراق رطبة طيلة الليل.  إلا أن هذه المشكلة ليست قائمة حين يكون الري في فترة مسائية واحدة، أو فترتين متتاليتين، أي يومين متتاليين؛ ومن ثم يترك النبات عدة أيام دون ري، أي أنه يروى ثانية بعد بضعة أيام.

وتعتبر ساعات بعد الظهر أسوأ فترة للري، بسبب ارتفاع حرارة التربة وسرعة الرياح، فضلا عن أن ضغط الماء يكون منخفضا ونسبة التبخر عالية آنذاك. 

والجدير بالذكر، أن البذور الاصطناعية المستوردة غالبا ما تحتاج إلى مياه كثيرة، بعكس البذور البلدية التي تناسب الظروف الجافة أو شبه الجافة. 

ولا بد دائما أن نتذكر أهمية الاقتصاد في استخدام المياه واستعمالها عند الحاجة فقط، والتركيز على زراعة الأشجار ذات الجذور العميقة والمقاومة للجفاف وعدم إهدار الثروة المائية في استعمالات كمالية وترفيهية.

كما أن الري بالتنقيط، أو برشاش، أو عبر وعاء مثقوب مثبت عند جذر النبات ويقطر الماء ببطء وبتواصل، يساعد إلى حد كبير في تقليص هدر المياه.

ومن بعض التقنيات الهادفة إلى التقليل من استهلاك المياه وحفظها واستخدامها بشكل فعال، يمكن أن نذكر الغطاء الأرضي العضوي أو الحيوي وهو عبارة عن استخدام مواد عضوية وحية مثل القش، الحجارة، الكرتون والورق، وذلك لتغطية الأرض المزروعة؛ وبالتالي تقليل تبخر الماء المستخدم في الري، لأن الغطاء يحجبه عن الشمس، وبالتالي يحافظ على رطوبة التربة، ناهيك عن دور الغطاء الأرضي في الحفاظ على المغذيات في التربة.  ومن الفوائد الأخرى للغطاء الأرضي قتل الأعشاب البرية والضارة التي لا نرغب بنموها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Awesome Work

You May Also Like

×